الاثنين، مايو 09، 2011

صعيدي في نيويورك

الشوارع النضيفة الفلة و الاسفلت اللي بيبرق و المترو اللي ريحته بارفان و الشجر المنسق و المساحات الخضراء المنمقة و الناس اللي باين عليها الغني و الترف و المرمغة في الفلوس و النظام اللي ماشي زي الساعة.... كل دي حاجات مالهاش دعوة اطلاقا بنيويورك....

في نيويورك يعيش ٨ مليون نسمة من ١٥٠ أصل مختلف و بيتكلمو ١٧٠ لغة مختلفة.... فيها كل ديانات العالم....بيزورها ٤٧ مليون سائح سنويا...كل أهلها عايشين مع بعض في تناغم عبقري مش موجود في أغلب المدن الخالية من التعددية في العالم كله رغم السباق المحتدم علي لقمة العيش و ايقاع الحياة الملتهب اللي ما بيرحمش...كل واحد مركز في فرصته  و خطته اللي هو راسمها لحياته في مدينة الفرص... و رغم التفاوت الرهيب في مستوي المعيشة بين طبقات المجتمع انما كل واحد برضه مركز في حاله و مش عايش دور قاسم السماوي و عمال يندب حظه... كل واحد بيحاول يكون ترس في الآله العملاقة.... الناس هنا شقيانه و طلعان عينيهم و نسبة ضئيلة جدا منهم بتعيش الحلم الأمريكي انما الباقيين ما بيبطلوش يحلمو....

البلد فيها عناصر ابهار كتير .... من أضواء تايمز سكوير.... لمسارح برودواي.... للمترو اللي بيركبه ٥ مليون شخص يوميا المتاحف و المزارات..... سنترال بارك اللي مساحتها قد بلاد بحالها....ناطحات السحاب و الامباير ستيت....تمثال الحرية اللي كان بيستقبل المهاجرين من شتي بقاع العالم القديم.... شرطة نيويورك الموجودة في كل شارع و حارة و زقاق و مع ذلك ما تحسش بيهم ،مافيش أي احتكاك ولا رزالة....لكن يظل سكانها هم عنصر الابهار الآكبر...

عادي جدا انك في شارع واحد تلاقي اليهود بضفايرهم و برانيطهم و تسمع القرآن من الكاسيت اللي في عربية الأكل بتاعت الراجل المصري و جنبه واحد تاني مشغل شعبان عبد الرحيم في طابور عربيات الأكل اللي مكتوب عليها "حلال" و تسمع الصيني و الأسباني و العربي و الهندي و الفرنساوي و كل دول يسيبو الدنيا كلها و ييجو يسألوك انت بالذات "هو فيفث أفينيو الناحيه دي ولا الناحية التانيه؟؟"...البلد مافيهاش حد غريب ولا حاجه غريبه... هتلاقي نفسك انت الوحيد اللي عمال تبحلق و تمصمص في شفايفك و تعلق علي كل حاجه.... 

السنه اللي فاتت كانت زيارتي لنيويورك مليئة بالانبهار...حيث شعرت لأول مرة بمعني أن يفخر الانسان انه من سكان مدينة معينة..... و كانت مليئة أيضا بالإحباط و الحزن علي حالنا و حال بلدنا.... و لسبب لا أعلمه وجدت تشابه بين وسط البلد في القاهرة و قلب نيويورك لو أزلنا فعل الزمن القبيح من علي وجه بلدنا.... السنادي لازال الانبهار بالمدينه لا يبارح فكري لكن ما تغير هو الاحباط و الحزن علي حال بلدنا.... انقلبا الي أمل في غد تصبح فيه بلدنا كما نريدها.... بلد عظيم يحسدنا العالم كله علي انتمائنا اليه