الجمعة، مارس 11، 2011

الأول....

بعد أن ارتبط اسم مدينة اسكندرية بشهداء عنف الشرطة ضد الشعب المصري و قبل 25 يناير كنا بنقول ايه اللي حصل للإسكندرانيه؟؟ مالهم ساكتين كده ليه؟؟؟ مستنيين ايه؟؟؟ الاجابه جتلنا من يوم 25 ليوم 28 يناير اللي قضي فيه شعب الاسكندرية تماما علي آخر تواجد للشرطة في الشارع الي يومنا هذا.... و بما أن جهاز أمن الدولة بها قد ارتبط بكل هذه الحوادث فعندما قرر الشعب اسقاط أمن الدولة كان هذا الجهاز مرشحا بقوة ان يكون......الأول....زي فيلم أمير الانتقام كده....



اللي قرأ الكلمتين اللي كتبتهم عن أمن الدولة في المدونه دي يوم 25 فبراير هيعرف قد ايه الأحداث متسارعة في بلدنا و كلها في اتجاه تغيير الحال الذي كان....فلقد كنا يومها عازمين علي النزول في مظاهرات متزامنة مع مليونية في التحرير لإسقاط حكومة شفيق و أمن الدولة وسط تأكيدات من المسؤولين و علي رأسهم وزير الداخلية (ساعتها بقي...الله يرحم أيامه) أن هذا محض تهريج....

يوم الجمعة 4 مارس تحرك شعب الإسكندرية و حاصر مبني أمن الدوله... أي و الله زي ما باقوللكم كده....ناس من الشعب بتحاصر أمن الدولة....طبعا اللي جوه لسه مافهموش التغيير اللي حصل في البلد و الناس قامو عملو الحاجه الوحيده اللي بيعرفو يعملوها في حياتهم... قعدو يضربو نار و يرمو مولوتوف و كل الهبل ده علي مدي اليوم و الناس بتزيد مش بتقل و الجيش ما تدخلش لغاية ما ابتدي ضرب النار يوصل عند الجيش....مش بس كده...الشباب حبو يكسفو الجيش قامو وقفو بين المبني و قوة الجيش الموجودة في المنطقة علشان يفهمو الجيش ان هما بيحموه!!!!!!!!!!!!!!! طبعا دي كانت حركة في منتهي الذكاء لإن ضرب النار ما وقفش و بالتالي وجد الجيش نفسه مضطر يقتحم المبني....و هنا انتهت المعركة و انفتح المبني ليجد الشباب أطنان من المستندات المفرومة و المحروقة....

ثم توالت الحصارات و الاقتحامات...مساء السبت خمسة مارس توجه عشرة من ائتلاف شباب الثورة بأسيوط إلي أمن الدولة علي أثر اشاعات بتهريب الملفات من المبني....أيوه اللي قريتوه صحيح....أسيوط....حصل....و لما وصلو استقبلتهم الشرطة العسكرية التي أحاطت المبني استقبال حافل حيث هددوهم و أخذو منهم الكاميرا و اعتدو عليهم بالضرب.... فما كان من هؤلاء العشرة الشجعان إلا أن وجهو نداء عبر تويتر و الفيسبوك و التليفونات الي من يهمه الأمر....بعد ساعة أصبح العدد قرابة الأربعة آلاف شخص يحيطون المبني الذي أعلن الجيش أنه خال من ضباطه و أن الجيش قد تسلمه....

من يجد هذا المشهد عاديا بمقاييس هذه الأيام عليه أن يرجع معنا للوراء لنستعرض بعض لمحات من تاريخ أمن الدولة في أسيوط....إن هذا الجهاز قد حول هذا البلد من شعلة تتقد تفاعلا مع أقل حدث سياسي في الثمانينيات من اقرن الماضي إلي بلد مستأنس منزوع الأنياب و الأظافر في مطلع هذا القرن...لقد اتبع جهاز أمن الدولة بأسيوط منهجا منظما للقضاء علي كل القوي و التيارات السياسية و شبه السياسية كان لا بد من تدريسه في كلية الشرطة اذا فشلت الثورة...لقد بدأ هذا الجهاز بتصفية الإسلاميين المسلحين ثم الاسلاميين السياسيين ثم كل السياسيين ثم من لهم أي علاقة بأي سياسيين حتي لو كانت هذه العلاقه هي الانضمام الي أسرة ذات طابع سياسي أثناء الدراسة الجامعية حتي لو كان هذا الانضمام بالخطأ حيث كان الشباب يجمعون الكارنيهات من بلدياتهم لتسجيل الأسرة فقط و ليس للمشاركه....أذكر موقفين قد يوضحا مدي ما كنا فيه....سنة ٩٨ و بمناسبة مرور ٥٠ عام علي تأسيس دولة اسرائيل أرادت مجموعة من شباب الجامعة الخروج في مظاهرة داخل الجامعة فرفض الأمن....قالو نخليها وقفة....رفض أيضا...فقررو لبس الأسود و الجلوس في أحد كافتريات الجامعه كل واحد لوحده و من غير ما يكلم حد....خدوهم كلهم أمن الدولة و رفدوهم كام أسبوع من الجامعة و أنذرو أهلهم إنذار شديد اللهجه انهم مش هيشوفو عيالهم تاني لو ده اتكرر...الموقف الثاني كان في المدينة الجامعية علي ما أذكر عام ٢٠٠٠ حيث سمع تكبير و تهليل في منتصف الليل قال الشباب أنه بسبب أن أحدهم رأي لفظ الجلالة مكتوب في السحاب تلك الليلة نتيجة ذلك اعتقل أمن الدولة ٢٥٠ طالب من المدينة الجامعية دفعة واحدة....

ما حدث يوم ٥ مارس ٢٠١١ في أسيوط من حصار الشعب لمبني أمن الدولة هو اعلان لفشل و سقوط القمع في العالم كله...إن هذا المبني الذي كان الناس يحسبلون و يحوقلون لمجرد المرور من أمامه يسقط الآن كالفأر في المصيدة و يريد الناس اقتحامه و يمنعهم الجيش!!!!!!!!...نحن نعلم أن هذا ليس المشهد الختامي في صراع الشعب مع هؤلاء المجرمين انما هو بداية مرحلة جديدة من الصراع يجرب فيها هؤلاء شعور المطاريد و لكن آليس من الذكاء أن يدركو بعد كل ما مرو به أن إرادة الشعب لا بد أن تنتصر؟؟؟ (ولا إيه يا محمود يا وجدي؟؟) هل هو الكبر؟؟ أم هو الغباء؟؟؟ أم هي محاولة لهدم المعبد علي رؤوس الكل بغية الانتقام من الشعب لأنه رفض أن يعيش ذليلا؟؟؟ عموما هذا هو قدرنا و قدرهم أن لا يعطو أدني فرصة للمصالحة و غفران الماضي...

أعتقد إننا سهل النهارده نقول اننا عايزين نحل أمن الدولة و نحاكم الظباط اللي عذبو الناس من غير ما يطلع واحد يقوللنا مين يجرؤ يقول نحل أمن الدولة أو انتو بتهرجو أو خليهم يتسلو..... ولا إيه يا شفييييييييق؟؟؟؟

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق